وجهـات نظـر |
ثورة بدون قيادة جسد بلا رأس
مصطلح سرقة الثورة الذى يردده الكثيرون لا معنى ولا فائدة له، ومظيعة للوقت
والجهد ومهما كان حجم المؤامرات الخارجية على بلادنا فإن هناك أسباباً
داخلية تساعد الخارج على النفاذ والنجاح، وماهى إلا خطط من أطراف كبرى
لتحقيق مصالحها، وفشل و خيبة الآخرين فى عجزهم عن تحقيق مصالحهم والدفاع عن
أنفسهم.
ان الأطراف التى سيطرت على السلطة، ليس لأنها سرقت الثورة إنما لأنها كانت
الأكثر دهاء وتنظيماً فوصلت للحكم، ولو لم يكن ذلك قد حدث لكانت أطراف أخرى
هي التى ستحتفظ بالسلطة ولن يصل إليها فى كلتا الحالتين الشباب الذين
فجروها وكانوا سببها ووقودها.
لقد أصبح تعبير «سرقة الثورة» سبباً لإخفاء الخيبة فى بعض الأحيان والفشل
فى أحيان أخرى.كما أننا ندفع جميعا ثمن أوهام وأساطير صدقناها مثل أن أعظم
ما فى الثورة أنها ليس لها قائد، فقد غاب التوافق على شخص أو أشخاص،
والمقصود هنا التوافق على مشروع سياسي محدد وليس الشعارات الديمقراطية
العامة، فربح التيار المنظم الذي لديه مشروع واضح، وخسر المنقسمون المشتتون.
لقد
وصل إلى السلطة من رتب أوراقه بشكل جيد ومواجهة من وصلوا للسلطة لن يكون
بالولولة والبكاء والضجيج ان الثورة قد سرقت إنما بالاعتراف بأن هناك من
اعتبر الثورة غاية وهناك من اعتبرها وسيلة، فحققوا هدفهم بسهولة لأن الهدف
كان السلطة وليس الثورة.
لا
توجد ثورة تحقق أهدافها بالضربة القاضية، صحيح أن إسقاط رأس النظام قد يأتى
بالضربة القاضية أما باقى أهداف الثورة فيتحقق بالنقاط، وإن من سيبنى حزباً
قوياً ومؤسسة ديمقراطية حقيقية وبرنامجاً بديلاً وملهماً، ويتوقف عن الحديث
والولولة بأن «الثورة سُرقت»، هو من سيصنع مستقبل هذا البلد، وسيكون قادراً
على تغيير أى حكم بالديمقراطية. فهل شباب الثورة جاهزون في الوقت الراهن
لذلك؟ هكذا هي اصول اللعبة. أشرف المبروك الحاسي 13 سبتمبر 2012
|